أخبار مصر وإثيوبيا والصومالتطورات العلاقات والتحديات المشتركة
2025-07-07 09:47:18
في ظل التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية المستمرة في منطقة القرن الأفريقي، تبرز العلاقات بين مصر وإثيوبيا والصومال كواحدة من أكثر الملفات تعقيداً وأهمية. تشهد هذه العلاقات تحولات متسارعة، بين تعاون في بعض المجالات وتوتر في أخرى، خاصة في ما يتعلق بقضية سد النهضة الأثيوبي والأمن الإقليمي.
التوترات حول سد النهضة
لا تزال أزمة سد النهضة تشكل نقطة خلاف رئيسية بين مصر وإثيوبيا، حيث تصر القاهرة على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوقها المائية في نهر النيل، بينما تواصل أديس أبابا ملء خزان السد دون اتفاق نهائي. وقد أدى ذلك إلى تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين، رغم المحاولات المتكررة للوساطة من قبل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
من جهتها، تحاول الصومال، كدولة مجاورة، الحفاظ على موقف متوازن في هذه القضية، نظراً لعلاقاتها مع الجانبين. ومع ذلك، فإن أي تصعيد في الأزمة قد يؤثر على استقرار المنطقة بأكملها، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها الصومال.
التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب
على الجانب الأمني، تتعاون مصر والصومال بشكل وثيق في مكافحة الجماعات المتطرفة، مثل حركة الشباب الصومالية. وقد قدمت الدعم العسكري والتدريبي للقوات الصومالية، كما عززت العلاقات الاستخباراتية بين البلدين.
أما إثيوبيا، فتلعب دوراً محورياً في بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم)، حيث تساهم بقوات كبيرة في عمليات مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، فإن التوترات الداخلية في إثيوبيا، خاصة في إقليم تيغراي، قد تؤثر على قدرتها على الحفاظ على هذا الدور.
العلاقات الاقتصادية وآفاق التعاون
رغم الخلافات السياسية، تسعى الدول الثلاث إلى تعزيز التعاون الاقتصادي. فمصر تستثمر في مشاريع بنية تحتية في الصومال، بينما تحاول إثيوبيا جذب استثمارات مصرية في قطاعات الطاقة والزراعة. كما أن الصومال، الغنية بالموارد الطبيعية، تسعى لتعزيز شراكاتها مع الجارتين الكبيرتين.
الخاتمة
تظل العلاقات بين مصر وإثيوبيا والصومال متشابكة بين التعاون والتنافس، حيث تفرض التحديات الإقليمية ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية للخلافات، خاصة فيما يتعلق بملف سد النهضة. وفي الوقت نفسه، يبقى التعاون الأمني والاقتصادي عاملاً مهماً لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
ستظل التطورات القادمة في هذه العلاقات محط أنظار المراقبين، خاصة مع استمرار تأثير العوامل الخارجية، مثل التدخلات الدولية والصراعات الإقليمية، على ديناميكيات القوة في القرن الأفريقي.